الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةأخبارالرئيس السيسي يفتتح مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية
أخبار

الرئيس السيسي يفتتح مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر اليوم -الخميس- على مشاركة المهندسين والعاملين في العاصمة الإدارية الجديدة، سحور أولى ليالي شهر رمضان الكريم، معربا عن شكره لمجهوداتهم في تحويل “الصحراء” إلى صرح حضاري، كما افتتح الرئيس، مركز مصر الثقافي الإسلامي، بالعاصمة الإدارية.

رافق الرئيس السيسي، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ووزير الخارجية سامح شكري، وعدد من المسئولين وكبار رجال الدولة، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين العرب والأفارقة.

واستهل الرئيس السيسي، نشاطه فجر اليوم، بالمشاركة في مائدة السحور بأولى ليالي شهر رمضان الكريم، مع المهندسين والعاملين في العاصمة الإدارية.

واستمع الرئيس إلى عزف موسيقي وفني، قدمته مجموعة من الشباب المشاركين في مسابقة “الدوم”.

واستهل مصطفى ذكري، الفائز بـ”الدوم” عن فئة الغناء، الفقرة الفنية أمام الرئيس السيسي، بإنشاد أغنية “لأجل النبي”، في حين قدم أحمد الشواف، من مشاركي برنامج “الدوم”، الشكر للرئيس السيسي، حاملا التحية من مسقط رأسه في حلايب، معربا عن فخره بالإنجازات التي جرى تشيدها بالعاصمة الإدارية.

كما قدمت الشابة أماني سمير، من فائزي “الدوم” عن فئة الغناء، مقطعا موسيقيا من أغنية أم كلثوم “برضاك”.

وبعد ذلك، توجه الرئيس إلى العاملين بالعاصمة الإدارية، قبيل تناول وجبة السحور، قائلا “أرجو آلا نكون أثقلنا عليكم جميعا، وألا نحرم الأسر من سحور أول يوم للشهر الكريم.. لكن كان من المهم أن نكون سويا في هذه المناسبة المهمة”.

وأعرب الرئيس السيسي، عن شكره لهم، قائلا: أشكر الشباب و”الأيدي العفية” التي تبني وتعمل بالعاصمة، على مدار الأعوام الماضية.

وأضاف أن هذه القطعة من الأرض، كانت صحراء قبل فترة، وأضحت الآن صرحا معماريا حضاريا، بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل العاملين فيها، الذين قاموا بمجهودات وأعمال رائعة.

وتمنى الرئيس السيسي، أن تشهد مصر “أياما طيبة وجميلة، وفيها كرم ربنا سبحانه وتعالى”.

“افتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي”
عقب ذلك، توجه الرئيس السيسي إلى مركز مصر الثقافي الإسلامي، حيث شهد إزاحة ستار افتتاحه رسميا، واستمع إلى شرح تفصيلي من إحدى قيادات التابعة القوات المسلحة، القائمة على المشروع، لتصميم مركز مصر الثقافي الإسلامي، قائلا: “إن المشروع يقع على محور بن زايد الشمالي والمرتفع له 24 مترا عن مستوى سطح المنطقة الشمالية، وسور 1200 متر مسطح، وتوجد في الناحية الجنوبية، بوابتان بـ 460 مترا مسطحا، كما يوجد ممر المراسم بإجمالي 8280 مترا مسطحا”.

وأوضح أن المركز الثقافي يتكون من مركز إعلام ومكتبة عامة، وأماكن لتحفيظ القرآن، علاوة على الخدمات، التي تخدم المسطح العلوي أو الساحة العلوية للمسجد، وهي عبارة عن 81 “دورة مياه”، ويوجد 10 أبواب، وهي: 4 من الجانب الشرقي و4 من الجانب الغربي واثنين من الجانب الشمالي وتخدم المصلين والمركز الإسلامي.

كما يحتوي المركز الثقافي على 160 محلا تجاريا تخدم المصلين.. كما توجد ساحة علوية تتسع لـ 55 ألف مصل، في حين يسع المسجد نفسه لنحو 12 ألف مصل، والساحة الشمالية والسفلية تسع إلى 61 ألف مصل، بالإضافة إلى ألفي مصل داخل المسجد الثقافي الإسلامي، بإجمالي 130 ألف مصل للمسجد بالكامل.
ويحتوي المركز على مبنيين، الأول طوله 147 مترا من منسوب سطح الساحة العلوية، كما يوجد مجمع للقاعات وهو عبارة عن 3 قاعات، 2500 متر في المنطقة الشرقية، ومساحة مماثلة في المنطقة الغربية، ويسع كل مبنى لنحو 300 فرد.

ويوجد “دار القرآن”، وهي عبارة عن 6800 متر مسطح، مقسمة إلى 30 ديوانا، كل ديوان خاص بجزء من القرآن الكريم، خلاف المناطق الداخلية للأبحاث والندوات التي تتم داخله، وقال: “يوجد لدينا مصحف سيدنا عثمان – رضي الله عنه – وهو عبارة عن 1087 صحفة، وهو أكبر مصحف لسيدنا عثمان، كما يوجد مصحف آخر مكون من حوالي 400 صفحة فقط”.

وقد حصل المسجد على ثلاث شهادات عالمية في المقاسات المختلفة من “موسوعة جينيس”، أول شهادة حصل هليها المسد من المنبر الداخلي لارتفاعه 16 مترا و45 سم، ويعد أكبر منبر في العالم يتم تنفيذه في العالم الإسلامي من أجود أنواع الأخشاب ويدوي و”بالتعشيق”، بالإضافة إلى “النجفة” الموجودة في المسجد حاصلة على شهادتين من “موسوعة جينيس”، الأولى منها قطر النجف 22 مترا، وعبارة عن أربعة “أدوار”، وهي أكبر نجفة في العالم، والتانية من حث الوزن، الذي يصل إلى 50 طنا، وحصلت بموجبه على شهادة أثقل وزن “نجفة” في العالم، مضيفا أن المجمع بالكامل دليل قوي على تسامح الإسلام والتكامل بين الأديان السماوية.

“تفقد دار القرآن الكريم”
عقب ذلك، تفقد الرئيس السيسي، دار القرآن الكريم بمركز مصر الثقافي الإسلامي، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث جال في أروقته، واستمع إلى شرح تفصيلي من الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية.

رافق الرئيس السيسي في جولته داخل الدار، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ووزير الخارجية سامح شكري، وعدد من المسئولين وكبار رجال الدولة، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين العرب والأفارقة.

وقدم الأزهري، شرحا مفصلا للرئيس، قائلا إن الدار تتكون من 30 ديوانا، وكل ديوان جرى “نقش” جزء من أجزاء القرآن الكريم كاملا به، لكي يعيش من يزور كل ديوان، في قلب هذا الجزء من القرآن الكريم.

وأشار إلى أن المكان يحيطه الزخارف الراقية المنحوته في الحجر بصبر وتفان وحب، موضحا أن الجزء الأول من القرآن الكريم يبدأ بزخارف صورة الفاتحة، وكل ديوان يشتمل على 20 صفحة ليست مصورة، بل منقوشة نقشا على الحجر، بهدف إعادة إحياء وتدريب همة المصري القديم، الذي كان ينقش العلوم والمعارف على الحجر.

وأضاف أن كل جزء في المكان ناطق بآيات القرآن الكريم والزخارف البديعة التي تملأ وعي الإنسان، والجو المحيط به بجلال العظمة، لافتا إلى أن الجزء الأول من القرآن الكريم من القيم التي نرسلها للبشرية من خلاله “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ”، وهي أول رسالة العلم التي نتوجه بها من الدار إلى العالم بأكمله.

وأكمل الأزهري، شرحه في غرفة أخرى، حيث يظهر الجزء الأول من القرآن الكريم مكون من 21 صفحة، على لوح منقوشة على الحجر، أما الجزء الأخير يحتوي على 23 صفحة، لوجود فواصل في قصاري سور القرآن الكريم، وبين أن الزخارف الموجودة على جدران الدار هي نمط أبدع فيه المسلمون عبر التاريخ.

وبعد ذلك، اصطحب الأزهري، الرئيس السيسي، الى ديوان آخر في دار القرآن الكريم، به “سورة يوسف”، كما انتقلا إلى ممر مقابل يشتمل على 16 ديوانا، يكمل 16 جزءا من القرآن الكريم، وكل جزء يحمل معنى الجمال.. وقال الأزهري: “نقدم هدية للناس.. رسالة من دار القرآن الكريم من مسجد مصر من أرض الكنانة مصر لكل إنسان على وجه الأرض.. فالقرآن يعلم الناس إكرام كل إنسان، والإنسان خلق ليكرم، والأم خلقت لتبر، والوطن خلق ليحب”.

وتابع الرئيس مع الأزهري أجزاء أخرى من القرآن الكريم، ومنه الجزء 26، حيث توجد سورتا الفتح والحجرات، وقال الأزهري: من سورة الحجرات نأخد للناس قيمة: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ”، بينما تنطلق نظريات وفلسفات مغلوطة تدعي أن علاقة الشعوب والأمم والحضارات هي الصدام والصراع، فإذا بالقرآن الكريم يقول “ليتعارفوا” فنتسطيع تقديم نظرية إلى العالم عن “تعارف الحضارات””.

وأضاف الأزهري أن هناك ثلاثة مواضع في القرآن الكريم وصفها الله بالآمان، الأول، جنات النعيم، “إِنَّ ٱلۡمُتَّقِینَ فِی جَنَّـٰتࣲ وَعُیُونٍ ، ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَـٰمٍ ءَامِنِینَ”، والموضع الثاني، المسجد الحرام، “لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” أما عن الموضع الثالث فكان عن مصر”ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”، وأخذنا كلمة “آمنين” من الآيات الثلاث وتم تثبيتها وتكبيرها في الموضع المذكور بكل آية.

وأشار إلى أن مصر ذكرت في التوارة والإنجيل والقرآن الكريم، كما ذكرت سيناء أيضا، في إشارة إلى ما تحظى به مصر من تقدير في سائر الكتب السماوية وفي الوحي الآلهي على تعاقد أدواره.

ولفت إلى أن بعد صناعة هذا الإبداع في دار القرآن الكريم، جرى تحويله إلى هوية بصرية عبر النحت في الرخام.

ومسك الختام المصحف الشريف العثماني، الذي تفقده الرئيس السيسي ومرافقوه، والذي يعد أثمن ما أهدي إلى “دار القرآن” وهو مصحف سيدنا عثمان بن عفان”، حيث يزن المصحف 80 كيلو جراما، ويشتمل على 1087 صفحة وهو بالخط الكوفي القديم غير منقوط أو مشكل أو مقسم إلى أحزاب وأرباع.

وقال الأزهري أن هذا المصحف ظل محفوظا في مسجد عمرو بن العاص على مدى 400 عام، ثم انتقل إلى المدرسة الفاضيلية، وصاحبها اشترى المصحف الشريف بـ 30 ألف دينار دهب؛ تقديرا وتعظيما للمصحف، ثم أنشأ له السلطان الغوري قبته الخاصة؛ ليودع فيه المصحف الشريف، ووثق أنه مصحف عثماني، ثم نقل على يد أسرة محمد على باشا إلى قلعة صلاح الدين “مقر حكم مصر”؛ اعتزازا عبر التاريخ بهذه النسخة الشديدة الندرة من المصحف الشريف، ثم نقل إلى مسجد سيدنا الحسين ثم مسجد السيدة زينب في مركز المخطوطات في الأوقاف ثم جرى إيداعه في “دار القرآن” بالعاصمة الإدارية.

وبين أن السلطان الغوري صنع لهذا المصحف الشريف، حافظة من الجلد مدهبة في غاية النفاثة، وبسبب “الزخارف النفيسة الموجودة عليها”، جرى وضع مرآة ترى من خلالها الزخارف.

واختتم مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدنينية شرحه بالقول إن دار القرآن ستكون مقصدا للزائرين من أنحاء العالم، وهدية مصر ومنارة للعالم بأكمله.

ويعد مركز مصر الثقافي الإسلامي في العاصمة الإدارية الجديدة إنجازًا كبيرًا ومن أهم المشروعات التي تم إنشاؤها في العاصمة الإدارية الجديدة، وتم إنشاء المركز الثقافي الإسلامي بأحدث الإمكانيات العالمية ليكون مركزا بمستوى عالمي يهدف إلى النمو الفكري والثقافي والديني والاجتماعي، كما يعد المركز من المراكز الثقافية المهمة فى مصر وإفريقيا .

“أداء صلاة الفجر في مسجد مصر”
وفي أعقاب ذلك، أدى الرئيس السيسي، صلاة فجر أول أيام شهر رمضان المبارك، في مسجد مصر، بالعاصمة الإدارية.

كما أدى الصلاة بالمسجد، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ووزير الخارجية سامح شكري، وعدد من المسئولين وكبار رجال الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *