توقع بنك سيتى جروب ارتفاع أسعار الذهب والنفط عالميا خلال الـ 12 شهرا المقبلة، نتيجة حالة الركود العميق للاقتصاد العالمى.
ورجح البنك أن ترتفع أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأونصة، خاصة إذا أزادت البنوك المركزية بشكل حاد مشترياتها من المعدن الأصفر، أو حدوث ركود تضخمى، أو فى حالة ركود عميق لاقتصاد العالم، فيما توقع وصول النفط إلى 100 دولار للبرميل، بحسب ما ذكره أكاش دوشى، رئيس السلع فى أمريكا الشمالية فى سيتى جروب.
وبحسب مذكرة نقلتها قناة سى إن بى سى عربية، فإن المسار الأكثر ترجيحا لوصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة هو التسارع الشديد للاتجاه الحالى، والذى يعد حاليا بطىء الحركة، والتخلى عن الدولار عبر البنوك المركزية فى الأسواق الناشئة، والذى يؤدى بدوره إلى أزمة ثقة فى الدولار الأمريكى.
وقال سيتى جروب إن مشتريات البنوك المركزية من الذهب «تسارعت إلى مستويات قياسية» فى السنوات الأخيرة، حيث تسعى إلى تنويع الاحتياطيات وتقليل مخاطر الائتمان. وتتصدر البنوك المركزية فى الصين وروسيا مشتريات الذهب، كما تعمل الهند وتركيا والبرازيل على زيادة شراء السبائك.
واستمر صافى شراء البنوك المركزية حول العالم من الذهب خلال عامين متتاليين عند مستويات تتجاوز 1000 طن، بحسب تقرير مجلس الذهب العالمى فى يناير الماضى وقال «سيتى جروب» إن العامل الآخر الذى يمكن أن يدفع الذهب إلى 3000 دولار هو حدوث «ركود عالمى عميق»، الأمر الذى يمكن أن يدفع الفدرالى الأمريكى إلى خفض أسعار الفائدة بسرعة.
وقال أكاش دوشى، إن هذا لا يعنى خفض الفائدة إلى 3%، ولكن إلى 1% أو أقل.
وتميل أسعار الذهب إلى العلاقة العكسية مع الفائدة، فمع انخفاض معدلاتها، يصبح المعدن الأصفر أكثر جاذبية مقارنة بالأصول ذات الدخل الثابت مثل السندات، والتى من شأنها أن تدر عوائد أضعف فى بيئة معدلات الفائدة المنخفضة.
ويتراوح معدل الفائدة القياسى للفدرالى الأمريكى بين 5.25% و5.5% منذ يوليو 2023، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2001 عندما ارتفع إلى 6% وتتوقع الأسواق أن يخفض الفدرالى أسعار الفائدة فى مايو أو يونيو المقبلين.
وعن أسعار النفط توقع سيتى جروب، أن تصل أسعار النفط إلى أرقام من 3 خانات مرة أخرى.
وقال دوشى إن المحفزات لوصول النفط إلى 100 دولار للبرميل تشمل ارتفاع المخاطر الجيوسياسية وتخفيضات أعمق من أوبك + وانقطاع الإمدادات من المناطق الرئيسية المنتجة للنفط.
ولم تؤثر الحرب المستمرة فى غزة على إنتاج النفط أو صادراته، وكان التأثير الكبير الوحيد هو هجمات الحوثيين من اليمن على ناقلات النفط والسفن الأخرى التى تعبر البحر الأحمر.
وقال تقرير سيتى جروب إن العراق، المنتج الرئيسى للنفط، تأثر بالصراع وأى تصعيد إضافى قد يضر بموردى أوبك+ الرئيسيين الآخرين فى المنطقة.
وتظهر التطورات الأخيرة أن التوترات تتصاعد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، مما يثير المخاوف من احتمال انتشار الحرب فى غزة إلى أماكن أخرى فى الشرق الأوسط.
وقال دوشى إن العراق وإيران وليبيا ونيجيريا وفنزويلا معرضة لانقطاع الإمدادات، مع احتمال فرض سياسة عقوبات أمريكية أكثر صرامة على إيران وفنزويلا.
وتوقع سيتى جروب أن تصل أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل لهذا العام.
واستقرت أسعار النفط أمس الثلاثاء، لتصل قرب أعلى مستوياتها فى 3 أسابيع بسبب تصاعد التوتر فى الشرق الأوسط وانتعاش الطلب الصينى.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات إلى 83.48 دولار للبرميل وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى تسليم أبريل، عشرة سنتات إلى 78.36 دولار للبرميل.
وارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر مارس 26 سنتا إلى 79.45 دولار للبرميل.
وقال تونى سيكامور، محلل السوق فى (آى.جى) فى مذكرة، إن أسواق النفط الخام كانت «منخفضة على نحو طفيف» فى «تداولات هادئة خلال عطلة يوم الرؤساء فى الولايات المتحدة، ومع تغلب مخاوف الطلب على التوتر الجيوسياسى المستمر فى الشرق الأوسط».