ناقش خبراء أهمية مراكز البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي، والقدرات التي تخلقها حلول الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على البيانات العملاقة الناتجة عن التخزين في مراكز البيانات، وذلك في جلسة “عصر جديد للبيانات: الفرص في مجال مراكز البيانات واسعة النطاق” ضمن فعاليات اليوم الأول لمعرض “كايرو آي سي تي 2023″، الذي انطلق الأحد.
كما ناقش المشاركون في الجلسة قدرة حلول الذكاء الاصطناعي من ناحية أخرى على خلق فرص أكبر لتطوير مراكز البيانات.
ويرى المشاركون أن الشراكات الناجحة بين الشركات المحلية والإقليمية والعالمية من شأنها تحقيق نتائج هائلة في مجال تحول مصر لمركز إقليمي لمراكز البيانات، إلى جانب حوافز الاستثمار التي توفرها الحكومة، والاستفادة من موقع مصر الجغرافي بما يسمح لها بتحقيق نتائج مذهلة في مجال مراكز البيانات.
وقال تينبوت ارسالنوك، مدير قطاع الشراكات الاستراتيجية في شركة خزنة بالإمارات، إن الشركة بدأت في 2012 وبدأت التشغيل في 2014، موضحًا أن خزنة تمتلك 15 مركز بيانات في الإمارات، و15 آخر تحت الإنشاء.
وأضاف أن الشركة تدير حاليًا ما يقرب من 300 ميجا وات في مراكز بياناتها في الإمارات، موضحا أن الشركة تستهدف خلال العامين المقبلين أن يصل حجم هذه البيانات إلى حوالي 550 ميجا وات في دولة الإمارات.
وأوضح ارسالنوك أن خزنة هي أول شركة مركز بيانات عملاقة في المنطقة مرورا من فرنسا وحتى الهند، متطرقًا إلى أسباب اختيار خزنة لمصر لتكون محطتها الأولى للتوسع خارج الإمارات يعتمد على عدة عوامل منها عدد السكان في مصر الذي يتخطى 100 مليون نسمة.
وأشار إلى أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع خزنة للتوسع في مصر كونها البوابة الأساسية لدخول السوق الأفريقي بالشراكة مع شركة بنية، متوقعًا أن تبدأ الشركتان عبر الشراكة الجديدة في الإنشاءات الخاصة بمركز البيانات خلال الربع الأول من العام المقبل.
وتطرق إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على مشهد مراكز البيانات خلال الفترة القليلة المقبلة، مستعرضًا تقرير صادر عن مصر يشير إلى أن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في مصر إذا اعتمدت على الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يصل إلى 7.7%، ليضيف حوالي 43 مليار دولار إلى الناتج المحلي، وتلك المعدلات تحمل الكثير من الفرص لكل الشركات.
وشدد على أن توفير حوافز استثمارية من شأنها أن تساعد مصر على التحول لمركز إقليمي لمراكز البيانات.
وتناول حسام الدين عبد السلام، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “I-sys”، خلال الجلسة، فكرة أن البيانات تشبه كرة الثلج التي تتنامى بشكل مستمر، مؤكدًا أن الشركات تستهدف طوال الوقت تحليل البيانات.
وطالب عبد السلام بتحقيق المرونة في القوانين الخاصة بخروج البيانات وتخزينها على الحوسبة السحابية.
من جانبه، أشار أحمد طلعت، مدير قطاع الحلول في شركة “في إم وير”، إلى أنه من الممكن تحويل أي مركز بيانات أو مراكز تخزين في الشركات أو خارجها، إلى مراكز بيانات قابلة للتحليل تسهل الخروج بقرارات بناءً على تلك البيانات.
وأكد أن الحوسبة السحابية التنبؤية لم تعد بمفهومها السابق والذي من شأنه أن يتوقع المستقبل بناءً على الماضي، بل انتقل المشهد حاليًا إلى المرحلة الجديدة، والخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي والذي يستطيع التنبؤ بالمستقبل فقط من خلال تحليل الحاضر دون الحاجة إلى تحليل البيانات السابقة أو تاريخ المعاملات السابقة، أو ما يعرف بخلق الحلول وليس مجرد استنتاجها.