قال رسول الله ﷺ : “شر الناس من اتقاه الناس اتقاء فحشه”.
الممثلون هذه المرة ليس المرشحين، لأ! هؤلاء المؤيدون الذين بيبدّلوا أماكنهم كل موسم انتخابي، مرة هنا ومرة هناك، بنفس الأداء ونفس الكلام الذي لا يتغير . كل دورة نفس المشهد، ونفس الضجيج على السوشيال ميديا، شتائم، وتجريح، وكلام خارج عن الذوق العام باسم “الدفاع عن مرشح معين ”. وما يضحِّك أن أغلب المرشحين أنفسهم شخصيات محترمة، وأبعد ما يكونوا عن هذا ، هذا الأسلوب الذي يضر المرشح أكثر ما يفيده للأسف المرشحون مضطرين أن يسكتوا خوفًا من أن يخسروا أصوات هؤلاء الناس وهذا هو الغباء السياسي بعينه، لأن من يشتم ويهاجم لا يساعد مرشحه، بل علي النقيض يضره، ويجعل الناس تنفر منه بدلا من أن تحبه وتأيده .
الغباء السياسي أنك لاتفهم أن أسلوبك يؤذي، وأن الناس لاتقول “برافو”، سوف تقول بكل اشمئزاز وتذمر من حضرتك ومن أسلوبك القذر في تأييد مرشحك “هذا مؤيد مرشح من بيشتم ”
خصوصًا اذا كان المؤيد نفسه يكون مكروه، ومعروفا بطول لسانه وحقده على غيره، الناس بطبعها تبتعد عنه، فمجرد ما يعلن تأييده لمرشح، الناس تبعد عن هذا المرشح .
وفعلاً هناك ناس تتجنب الجدال معهم ليس احترامًا، لكن خوفًا من لسانهم ومن الانحطاط والنزول لهذا المستوى المتدني من سوء الاخلاق وهذه قمة الغباء السياسي.
ومن صور الغباء السياسي، بدل ما تمدح مرشحك وتتكلم عن إنجازاته، تهاجم منافسه وتجرّح فيه، كأن الانتخابات معركة شخصية ليس منافسة برامج. هذا الهجوم ينقلب ضدك، وضد مرشحك ويجعل الذي كنت تهاجمه يكسب تعاطف الناس. ومن الغباء أيضآ عندما يقوم البعض بفبركة انجازات وتخترع مشاريع غير موجودة لكي تجمع أصوات، أو يدخلوا العصبية والقبلية في الاختيار، ويقولوا “هذا من عيلتنا” أو “هذا ضدنا”، كأننا في صراع ليس في انتخابات هذا اسمه غباء سياسي بيضيع فرص بلد في التقدم.
السياسة ليس خناقة ولا ردح السياسة وعي واختيار .. استفيقوا يرحمكم الله .