أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم الأحد، أن مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول “إيجبس” في نسخته السادسة أصبح في فترة وجيزة قبلة لكل مهتم بصناعة البترول والغاز، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أضفى برعايته الكريمة وتشريفه ودعمه المتواصل لقطاع البترول بصمة مميزة في نجاح هذا المؤتمر.
وقال الملا – في كلمة خلال افتتاح الدورسة السادسة مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول “إيجبس 2023″، بحضور الرئيس السيسي – “إن انطلاق هذه الدورة تحت عنوان “شمال إفريقيا والبحر المتوسط.. ضمان إمدادات الطاقة العالمية والطلب المستدام”، والتي تعد واحدة من المنصات الأكثر أهمية على ساحة الطاقة الإقليمية والعالمية، يأتي في توقيت بالغ الأهمية توالت فيه على المجتمع الدولي سلسلة من التحديات المتعاقبة، طالت تبعاتها العالم بأسره، ولم تكن مصر بمعزل عن تلك التحديات، وسعيا للتخفيف من وطأة تلك التحديات والعمل على تحويلها لفرص داعمة للاقتصاد المصري فقد عمل القطاع على استغلال المقومات، التي تتمتع بها مصر لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها”.
أضاف أنه في إطار أهمية التكامل والتعاون الإقليمي في تخفيف آثار تلك التحديات، فقد برز الدور المحوري لمنتدى غاز شرق المتوسط ليؤكد بشكل قاطع على الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية في المبادرة بتأسيسه، فقد توجت جهود تعزيز التعاون الإقليمي بزيادة صادرات الغاز من مصر ودول شرق المتوسط إلى أوروبا، عبر تسهيلات الإسالة المصرية، بما يقارب مرة ونصف خلال العام الماضي.
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا – في كلمته خلال افتتاح الدورسة السادسة لمؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول “إيجبس 2023″، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – أن نجاحات قطاع البترول تواصلت خلال العام الماضي، فقد ارتفعت الصادرات البترولية لتصل إلى 18.2 مليار دولار، فضلا عن تحقيق فائض في الميزان التجاري البترولي للعام الثالث على التوالي يصل لأكثر من 3 مليارات دولار.
وقال الملا “في مجال البحث والاستكشاف تم طرح أربع مزايدات عالمية على منصة بوابة “مصر للاستكشاف والإنتاج” الرقمية منذ إطلاقها في عام 2021، ومن المخطط طرح ثلاث مزايدات عالمية خلال العام الجاري، كما تم وضع خطة طموحة مع شركائنا العالميين حتى عام 2025 لحفر أكثر من 300 بئر استكشافي، والتي نسعى لوضعها على الإنتاج سريعا”.
وأضاف “في إطار تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة، نجح قطاع البترول خلال الثماني سنوات الماضية في تطوير بنيته التحتية من خلال زيادة عدد الموانئ وأرصفة استقبال ناقلات البوتوجاز، وإضافة 79 مستودعا لتخزين الزيت الخام والمنتجات البترولية، وإضافة خطوط لنقل الزيت الخام والمنتجات البترولية وعدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعيم الشبكة القومية للغاز”.
وتابع “في مجال تكرير البترول تم تنفيذ 8 مشروعات جديدة، وقد شرفنا خلال العامين الماضيين بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، لثلاثة مشروعات كبرى منها، وفي إطار تعزيز استراتيجية قطاع البترول للتحول الرقمي تم تنفيذ عدد من مشروعات الأنظمة الرقمية التي ساهمت في رفع كفاءة العملية التشغيلية، كما تم مواصلة تحقيق أعلى معدل سنوي لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل بواقع مليون ومائتي ألف وحدة سكنية”.
وأشار إلى أنه في إطار المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” تم الانتهاء من توصيل الغاز إلى ما يزيد على 200 قرية، وجار العمل على الانتهاء من باقي القرى.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية، إنه تم زيادة أعداد السيارات المحولة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط إلى حوالي 500 ألف سيارة، ومضاعفة أعداد محطات لتموين السيارات بالغاز لتصل إلى حوالي 900 محطة”.
وأضاف الملا “وتعظيما للقيمة المضافة وإحلال الواردات تم تنفيذ عدة مشروعات للبتروكيماويات، وجار العمل على تنفيذ عدد من المشروعات الأخرى”.
وأكد أن قطاع البترول يسير نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية ما يخدم البعد الاقتصادي للتنمية المستدامة في مصر دون أن نغفل مسؤوليتنا تجاه البعدين الاجتماعي والبيئي، مشيرا إلى أن القطاع تبنى استراتيجية موحدة جديدة للمسؤولية المجتمعية ترتكز على الاستدامة، بهدف الدعم وزيادة مساهمة القطاع وشركائها في التنمية المجتمعية، محققا العديد من قصص النجاح في مجال التعليم والصحة والبيئة.
وأردف: بالنظر للبعد البيئي فقد جاءت قضية تغير المناخ وتحول الطاقة على رأس أولويات قطاع البترول، ففي نوفمبر الماضي نجحت مصر في تنظيم نسخة استثنائية من مؤتمر المناخ “كوب 27” تميزت بالشمولية والانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، والتي كانت نتاجا للعمل الجماعي بمختلف القطاعات في الدولة، ونجحت مصر خلال هذه القمة في تسليط الضوء على شواغل القارة الإفريقية المتعلقة بقضية تغير المناخ وحقها في انتقال انتقائي وعادل.
وأوضح أن قطاع البترول نجح أيضا في توفير مقعد لصناعة البترول والغاز على مائدة قمة المناخ بتنظيمه “يوم إزالة الكربون” لأول مرة في تاريخ قمم ومؤتمرات المناخ.
وأكد أن مؤتمر “إيجبس 2023” لم يكن على مدار دوراته السابقة والحالية في معزل عن قضايا المناخ فقد تطورت فعالياته لتضمن تخصيص فعالية في الاستدامة في مجال الطاقة.
وقال إنه استمرارا لتطوير المؤتمر كمنصة أكثر شمولا حول حلول الطاقة، “يسعدني أن أعلن اليوم أن المؤتمر سيصبح بدءا من دورته القادمة مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة، بما يسمح لتوسيع دائرة موضوعات المؤتمر والمعرض لتشمل موضوعات تحول الطاقة وخفض الانبعاثات والهيدروجين ليتواكب مع التغيرات العالمية المتسارعة في قطاع الطاقة”.
واختتم وزير البترول كلمته قائلا: “لقد عهدنا مؤتمر “إيجيبس” منصة رئيسية لتبادل الآراء وطرح المبادرات المتميزة لدعم التكامل الإقليمي والعالمي في مجال الغاز والبترول، لتحقيق تطلعات شعبنا وكتابة مستقبل أفضل”.